صراع القنوات الفضائية اليمنية
ماهر باوزير
لم اكن اود الحديث في هذا الموضوع لأنني أدرك جيدا ماهية وعناوين وخطابات هذه القنوات الفضائية التي انتشرت خلال السنوات الماضية والتي توجه جميعها للداخل اليمني وأغلبها لا يحمل مؤهلات علمية لتحقيق متطلبات التشغيل وتكاليفه إلا أن الممول لا يهتم بالتكاليف بقدر اهتمامه بجوانب أخرى تخدم أجندته.
ما دعاني للحديث هو كلام أحد الأصدقاء عن التخوين لكل من ينتقل للعمل لقناة أخرى ليست على هواه السياسي ، ومن خلال متغيرات المواقف هناك مقدمات تفرض نفسها لإعطاء رسائل وفتح باب التكهنات السياسية على مصرعيه أو أن جاز لنا التعبير هي رسالة نفسية للبعض أن جهزوا أموركم واستعدوا للإغلاق ولستم احسن من غيركم في قنوات فضائية أخرى تم إغلاقها بدون إيضاحات تذكر غير أن عنصر القرار هو الفيصل ومن يمتلك القرار له كامل الحق في التحكم بمصير اطقم تلك القنوات الفضائية على طول وعرض المشهد الإعلامي اليمني .
لقد كان إغلاق قناة الغد المشرق مشهد غير متوقع إلا أنه حدث فعلا متزامنا مع تجهيزات وتحضيرات قناة الجمهورية وتأهيل طاقمها في الإمارات العربية المتحدة بعلم ودراية طاقم الغد المشرق ما سهل عليهم صدمة الإغلاق وتبعاتها حيث تم ترتيب عمل عدد منهم ونقلهم إلى قناة الجمهورية بعقود عمل جديدة ومميزات ومزايا افضل وفق متطلبات بنك الأهداف المرجو تحقيقها وبالفعل تحققت بعض الأهداف قبل بدء بث القناة الرسمي وهذا لم يكن ليحدث لولا استخدام سياسة الأجور الزهيدة في قنوات معينة ومحسوبة على طرف سياسي لم يدرك القائمون عليه سوء صنيعهم وقلة خبراتهم في المجال الإعلامي وإصرارهم على تحديد رواتب الموظفين الزهيدة والحوافز القليلة التي لا تتناسب مع ما يقوم من قبل العاملين في تلك القنوات .
أن الدور القادم للإغلاق يتجه نحو قنوات تتواجد مقرات عملها ومكاتبها في المحافظات الجنوبية وهو مؤشر نقصان هنا وزيادة هناك وهذا له ما بعده في قراءة المشهد السياسي اليمني وتداخل الأجندات السياسية والإعلام هو رأس حربة لتحقيق الأهداف على الأرض عبر رسائل إعلامية فضائية خصص لها أموال طائلة لكن البعض لم ينجح في ادارتها بالشكل المطلوب ولم يستفيد من كل تلك الإمكانيات المتاحة لتقديم صورة إيجابية بالخطاب الذي يحمله بل إن طوال السنوات الماضية لم يتحدث استمرار العمل في تلك القنوات لإحداث نقلة نوعية وإيصال رسالة إعلامية واضحة المعالم للجمهور المستهدف .
نحن اليوم اقرب لدوري كرة قدم للفرق الشعبية بطريقة خروج المغلوب من مباراة واحدة في تلك القنوات الفضائية التي هي مهددة بالاغلاق أو ربما تستعد فعلا للإغلاق كون البديل قد تم تجهيزه وتحديد رسالته الإعلامية الأشمل حيث أن الخطاب سيكون وطنيا يمنيا بعيدا عن الخطابات الحزبية والجهوية والمناطقية ومن هنا تم إختيار الطواقم الإدارية والفنية بعناية فائقة وهذا لم يكن موجودا في قنوات اخرى عصفت وتعصف بها المناطقية والشللية والقرابة على حساب التخصص والإمكانات والقدرات والفروق الفردية وهذا ما جعلها في مرمى الإغلاق .