الجدل البيزنطي،،، بين دجاجة الحكم الذاتي، أو بيضة الإقليم الفيدرالي!!!

الجدل البيزنطي،،، بين دجاجة الحكم الذاتي، أو بيضة الإقليم الفيدرالي!!!
صورة من الأرشيف

بقلم : م. لطفي بن سعدون الصيعري. 

في ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٤م، أعلن حلف قبائل حضرموت في الفقرة الثانية من بيانه، عن اجتماع رئاسته  ،  (استجابته لصوتالشعب ، في تحقيق الحكم الذاتي كامل الصلاحيات الذي يحفظ لحضرموت الاستقلالية في ظل وضع الوطن العام المتدهور و يعد تحقيقه حاجة ملحة و إنقاذا للمجتمع الحضرمي من الوضع المتردي و المنهار الواقع على حافة المجاعة ، و سيظل الحلف مدافعا عن تلك المبادئ حتى تحقيقها واقعا ملموسا .)


ومنذ ذلك الحين، فقد ارتفع الجدل الاعلامي والسياسي في اوساط النخب الحضرمية والمكونات السياسية والمدنية، ولدى قطاع واسع من الشعب الحضرمي ، وترددت أصداؤه يقوة محليا واقليميا ودوليا . وبادر الحلف والجامع بخطوات عملية في هذا الجانب ، من خلال الحلقة النقاشية المنعقدة بيوم ٧ ديسمبر ٢٠٢٤م  في المكلا، التي نظمها مؤتمر حضرموت الجامع،،  تحت عنوان «الحكم الذاتي في حضرموت.. المفهوم و آليات التنفيذ»، وحضرها العديد من النخب الحضرمية( سياسية وشبابية ونسوية وإعلامية) ، و اللقاء التشاوري الموسع بيوم ١١ ديسمبر ٢٠٢٤م في الهضبة، للقوى السياسية والمجتمعية والاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والعلماء والأكاديميين والإعلاميين والشباب.. تحت شعار (متحدون نحو الحكم الذاتي)-


وأصبح واضحا ان الحلف والجامع، قد عقدا العزم على السير بمثابرة وهمة عالية لتحقيق الحكم الذاتي الحضرمي.  وفي نظرنا فإن ذلك،  يعتبر تتويجا لنضالات الشعب الحضرمي وحركته التحررية الوطنية المستقلة منذ ٦٧م وحتى اليوم ، وهي خطوة أولى تمهد لاستقلال حضرموت كاملا فيما بعد.


وبالرغم من وجود إجماع حضرمي في الداخل والمهاجر للاسراع بتحقيق الحكم الذاتي الحضرمي ، الا اننا قد لاحظنا وجود بعض الأصوات النشاز والمثبرطة للهمم، تحت ذرائع عدة اهمها،،،  هل الإقليم أولا ام الحكم الذاتي ؟؟؟ وأبهما أكثر منفعة لحضرموت !!! وتحول الموضوع،  إلى جدل بيزنطي عقيم ،،، على طريقة البيضة أولا ام الدجاجة.


ان هذا الجدل البيزنطي هو مضيعة للوقت ، وديماغوجية لن تفيد الانسان الحضرمي بشئ بل تؤخر تحقيق وانتزاع طموحاته ومطالبه. ولهؤلاء نقول ،،، بدلا من أن تلعنوا الظلام أشعلوا شمعة تنير دروب الحضارمة نحو غدهم المشرق . فالمطلوب حاليا هو إعداد وثيقة مشروع الحكم الذاتي بكل تفاصيلة الدستورية والقانونية وفي مختلف مجالات الحياة، حتى يسترشد بها كل الحضارمة في نضالهم لتحقيق وانتزاع حقوقهم المشروعة والمتزامنة مع التسويات السياسية المتسارعة في بلادنا . واذا كنتم ترون ان نظام الأقاليم في الدولة الاتحادية هو الأفضل ،،، فماعليكم الا إعداد مشروع متكامل بذلك، يحدد حقوق والتزامات حضرموت مع المركز واليات تنفيذه على الواقع، ليصبح لدبنا مشروعين متكاملين للحكم الذاتي الحضرمي  يعده ويتبنى تحقيقه الجامع والحلف او الإقليم الحضرمي في الدولة الاتحادية يعده وبتبنى تحقيقه المعارضون للحكم الذاتي ، ومن ثم يختار الشعب الحضرمي اي الخيارين هو الأفضل.


لا مناص لكم للتهرب من تبعات افكاركم المغايرة، فيا اما تعدوا مشروعكم كاملا للاقلبم الذي تلوكونه، ويااما تتركوا الحلف والجامع يكمل مشواره، وتتواروا عن الأنظار . إما الثرثرة  و الفذلكة على الهامش فقد سئم الشعب الحضرمي منها.