ياقياداتنا الحضرمية عودوا إلى رشدكم!!! وجنبوا أرضكم الفتنة والإحتراب!!!

ياقياداتنا الحضرمية عودوا إلى رشدكم!!! وجنبوا أرضكم الفتنة والإحتراب!!!
صورة من الأرشيف

م. لطفي بن سعدون الصيعري 

يبدو أن حضرموت على أعتاب الدخول بقوة في معترك الصراعات الحضرمية والوطنية والاقليمية والدولية ونشاهد تطور الخلافات تدريجيا ، بين تكتلي المحافظ بن ماضي والوكيل بن حبريش، بعد ان فشلت جهود الوساطة الحضرمية، التي قامت بها عدة مجموعات نخبوية، دون التوصل لنتائج ايجابية. وواضح ان كلا الفريقين المتخاصمين، يلقى تاييدا متكافئا حضرميا ووطنيا واقليميا ودوليا . والحال هكذا فقد تعقدت الخلافات وأصبحت تنذر بعواقب وخيمة لن تحمد عقباها.
وحقيقة الأمر أن حضرموت تتقاطع فيها المصالح الوطنية والأقليمية والدولية فموقعها الجغرافي المطل على مايقارب من ٥٠٠ كيلومتر من شواطئ البحر العربي والمحيط الهندي ، وثرواتها النفطية والمعدنية والسمكية، وامتلاكها للرساميل الحضرمية المهاجرة في دول الجزيرة وشرق أفريقيا وشرق اسيا، يجعل من حضرموت موقعا جيوسياسيا مميزا تسيل له لعاب القوى اليمنية والاقليمية والدولية . ولن تستطيع الفكاك من هيمنتهم عليها وشهوتهم لها ، الا في حالة واحدة وهي وحدة القيادات والمكونات والنخب الحضرمية القبلية والمدنية والدينية، أو على الأقل توافقها بينيا ، على قاعدة حضرموت أولا.
والحال هكذا فإن على الطرفين المتخاصمين ان يتحلوا بالحكمة والصبر والتروي والإيثار لبعضها البعض، وهي صفات يتحلون بها جميعا ، فكليهما يمتلكون من مصادر القوة الشعبية الحضرمية والدعم الوطني والإقليمي والدولي مايجعلهما متكافئين، ولايمكن حل خلافاتهما بالتصعيد واستعراض القوة ،لان هذا يعني تدميرا لهما ولحضرموت عامة.
و إن تفاقم أزمات حضرموت حاليا، فوق ماهي عليه من تدهور قبل الخلاف، وخاصة في ارتفاع أسعار المشتقات النفطية( البترول والديزل) وانعكاس ذلك على بقية الأسعار في المواصلات والغذاء وازدياد تدهور خدمات الكهرباء والمياة ،وارتفاع حالة التذمر والأحتقان مجتمعيا،  وتأثيره على زيادة الجريمة لاحقا ، كل هذه الإرهاصات، هي مقدمات لتعقد الأزمة وقرب إشتعال الفتنة ، التي ستاكل الأخضر واليابس في حضرموت، ولن يسلم منها ايضا  بقية الوطن ولا الإقليم ولا العالم.
لكل ذلك فان على طرفي الخلاف ان يعودوا إلى جادة الصواب، ويتحلوا بالحكمة الحضرمية والتسامح والاخلاق العالية ، وإرث آبائهم واجدادهم التاريخي ،  في حل خلافاتهم البينية ، ومكنهم من نشر الإسلام في شرق آسيا وأفريقيا سلمبا  بالأخلاق الفاضلة والحكمة والموعظة الحسنة . وعليهم الجلوس فورا ليستمعوا لصوت العقل والحكمة ويعطوا الفرصة لحكماء ونخب حضرموت لانجاح وساطاتهم لحل خلافاتهم،  التي لازالت بسيطة ومقدور حلها ،قبل أن تفلت الإمور ويكتووا بلهيبها معا، وسيؤكلون معا في ان واحد، ولن بكون فيهم أحد منتصر. اللهم اهدي قادتنا إلى سواء السبيل واجمعهم على الحق الحضرمي.