تجار الوهم.. استغلال في ثوب الإحسان!

تجار الوهم.. استغلال في ثوب الإحسان!

زايد بارشيد

رمضان قرب ويا فرحة النصابين! يخرجون علينا بوجوه البؤس والتقوى، ويصرخون: "ساعدوا الفقراء.. تصدقوا لوجه الله!"، لكن وين تروح هذي الفلوس؟ في جيوبهم، مش للي يستحقها!
يملأون مواقع التواصل نحيباً، يطرقون الأبواب، يشحذون العواطف، يرسلون الرسائل الملونة بآيات وأحاديث، بينما الحقيقة أن الأموال تذهب إلى جيوبهم، لا إلى الفقراء. 
لكن هذا لا يعني أن الخير في بعض الأشخاص اختفى، فهناك الكثير من الأشخاص الصادقين الذين يعملون بجد لإيصال المساعدات لمن يستحقها.. المشكلة أن بعض المحتالين يشوّهون صورة العمل الخيري، ويجعلون الناس تفقد الثقة في التبرع.
يا تاجر! يا متصدق! هل تريد فعل الخير؟ افعله بيدك، لا عبر وسيط مخادع! المحتاج الحقيقي لا يعرف مواقع التواصل، ولا يكتب منشورات استجداء، ولا يرسل رسائل "رجاء ساعدونا"، المحتاج الحقيقي قد يكون جاراً لك، قريباً منك، لكنه مستور لا يشتكي ولا يتذلل.
كم من تاجر أخرج ماله بطيب نية، لكنه ذهب إلى جيوب النصابين؟ كم من شخص تبرع وهو يظن أنه يطعم جائعاً، لكنه أطعم محتالًا؟ هؤلاء لا يخافون الله، هؤلاء تجار الوهم، يستغلون مواسم الخير وغير مواسم الخير لينهبوا أموال الناس بالباطل، ولو استطاعوا لفرضوا رسوماً على دعاء الصائمين!
يا من تريد الصدقة، افعلها بنفسك، حولها مباشرة للمحتاج، لا تجعل بينك وبين الخير لصاً! وإن كنت خارج البلد، هناك مصارف الحوالات المباشرة، وهناك أقاربك وأصدقاؤك الموثوقون، فلا تكن مغفلًا وتترك مالك يضيع بين مخالب الذئاب.
تذكّر يا من تتاجر بآلام الناس، أن للظلم نهاية، وأن "الخيرُ يُثمرُ وإن طالَ الزمانُ بهِ والشرُّ في جوفِهِ نارٌ لمُضطرمِ".. فإياك أن تظن أن المال الحرام يدوم، أو أن دموع الفقراء التي خدعتها لن تلاحقك.

"لا تحسبنّ الله غافلًا وإن غفتْ
عينُ البريّةِ عن مظالمِ السُّرّاقِ"