بن دغر رئيساً للمجلس الأعلى للأحزاب

بن دغر رئيساً للمجلس الأعلى للأحزاب

محمد احمد بالفخر

 ست سنوات مضت على ذلك القرار التعسفي المفاجئ الذي صدر بإعفاء الدكتور احمد بن دغر من رئاسة الحكومة اليمنية على الرغم من نجاحه الكبير في قيادة دفة الحكومة والسير بها في طرق الأمان رغم الصعوبات المحدقة بها في بلدٌ تجزئه الحروب والانقسامات السياسة الحادّة، وقد كان مثالاً للوطنية الحقة والثبات أمام الطامعين فلم يتح لهم تحقيق مآربهم، فجاء ذلك القرار المؤسف الذي لا تبرير له سواء محاولة إرضاء لمن لم ترُق لهم المواقف الوطنية للدكتور احمد،

 وقد لقي ذلك القرار امتعاض من كافة القوى الحية في المجتمع اليمني ومن حصافة الدكتور أنه لم يكن كغيره فلم يجعل من ذلك القرار قضية بل اعتبره همّاً كبيراً ومسؤولية جسيمة انزاحت من على كاهله،

 ونعرف جميعاً ماذا تم بعد ذلك وكيف سارت الأمور وما هي الانهيارات الاقتصادية والإدارية والسياسية التي لحقت بالوطن بشكل عام،

ثم يأتي الاعتذار الواضح والعلني والمقبول إلى حدٍ ما من قبل رئيس الجمهورية السابق عن ذلك القرار بصدور قرار جمهوري بتعيين الدكتور احمد رئيساً لمجلس الشورى اليمني، فقد ألجم هذا القرار تلك الأبواق المأجورة التي حاولت الإساءة اليه بدون وجه حق،

تلك كانت مقدمة بسيطة لابد منها لنشير الى ما حدث قبل أمس الثلاثاء في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن من إشهار للتكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية والتي اختارت الدكتور احمد بن دغر رئيساً لهذا المجلس في دورته الأولى،

هذا الحدث بحد ذاته يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على الأهمية القصوى والكاريزما السياسية التي يتمتع بها الدكتور احمد وإجماع كافة الأحزاب والمكونات السياسية على شخصه،

فقد تابعت منذ ليلة الإعلان عن اختياره عدد كبير من التصريحات والتغريدات لشخصيات سياسية ومجتمعية عبّرت عن سعادتها واستبشارها بهذا الاختيار،

سعادتها تكمن في التوافق على شخصيته فهو رجل يمثل الشخصية الحضرمية الوسطية التي تجمع ولا تفرّق وهذا مساره في الحياة السياسية اليمنية بشكل عام فعلاقة الجميع به تمثل حالة اجماع لم تحصل عليه شخصيات أخرى وعلاقته بالجميع تجعل اليمن وقضاياه الوطنية هي الهدف والغاية والمحور الذي يتم من خلاله السير لتحقيقه ويشمل الجميع دون استثناء أو تمييز ودون الالتفات الى المكونات والانتماءات المختلفة،

وأما استبشارها فإعلان هذا التكتل وفي هذا التوقيت بعد أن بلغت القلوب الحناجر ووصل الحال الى الطرق المسدودة بعد أن تنازعت البلاد سياسات شتى وأجندات مختلفة مازال يدفع الوطن والمواطن فواتيرها الباهظة من الدماء الزكية والأنفس الطاهرة وضياع للحاضر والمستقبل،

فإجماع هذا العدد الكبير من الأحزاب والمكونات السياسية على برنامج واحد يمثل حالة من الاستبشار من الخروج من النفق المظلم الذي أدخلتنا فيه السياسات المتخبطة والمقرون بعضها بأجندات خارجية لا تريد الخير لليمن بل وتستهدف الأمة كلها،

ومن تابع كلمة الدكتور احمد بن دغر في حفل تدشين اشهار التكتل فقد كانت كلمة ضافية تحمل هموم اليمن واليمنيين وتطلعاتهم لمستقبل أفضل بعيداً عن الصراعات وتعد كلمته برنامج عمل واضح المعالم لتسترشد بها كافة الأحزاب والمكونات السياسية، فمن وجهة نظري أنها كاملة شاملة أتت من شخصية سياسية خبرت كل المراحل وأدركت كل المخاطر واستشرفت تطلعات المستقبل،

فمما قاله الدكتور احمد بن دغر:

(انه يتم اليوم تدشين تجربة تحالفية جامعة، أردناها شاملة، وستكون إن شاء الله كذلك، ليست في السياق العام منقطعة الصلة عما قبلها.. وقال " نحن اليوم نطور تجربتنا التحالفية التي نشأت في خضم المعركة مع الحوثيين، وقد آلينا على أنفسنا الخوض في الصعب من واقعنا وننتقل ببرامجنا من مكون إلى آخر بأفق أوسع ورغبة حقيقية في التعاون والعمل المشترك، بعيدًا عن روح التعصب أو القفز على واقع تهددنا فيه المخاطر والمنزلقات)

الكثير استبشر خيراً بهذا التكتل السياسي الجديد والذي نرى الجدية واضحة من كل المشاركين فيه،

والأمل معقود أن تلحق بالركب بعض القوى التي تخلّفت عنه ومن تخلف عنه فقد طالبهم الدكتور احمد بالالتحاق فمقاعدهم كما قال شاغرة ولن يملؤها غيرهم، وأكّد قائلاً: أننا سنواصل الحوار معهم،

فنحن جميعًا نتمسك بالنظام الجمهوري بما يحمله من أفق وطني واسع عميق القيمة والمعنى".