دموع على أطلال الريال.. مأساة اليمني البسيط في زمن الانهيار 

دموع على أطلال الريال.. مأساة اليمني البسيط في زمن الانهيار 

زايد بارشيد

في عمق الأزمات التي تمزق نسيج الوطن، يقف الريال اليمني اليوم مثقلاً بجراح الزمن، مترنحاً تحت وطأة الانهيار المتواصل اليوم وصل سعر الدولار إلى 1638 مقابل الريال، ليسجل حكاية بؤس جديدة في تاريخ اليمن المعاصر، هذا الانهيار ليس مجرد رقم في سجلات الاقتصاد، بل هو ضربة موجعة للمواطن اليمني البسيط، الذي يجد نفسه محاصراً بين جدران الفقر وسقف الحاجة.

تتجلى المأساة في حياة المعلم، حارس العقل والفكر، الذي يعاني ليسد رمقه ورمق أسرته فراتبه الذي لا يتجاوز 70 ألف ريال يمني، والذي كان يوماً ما يعتبر كافياً، بات اليوم لا يساوي سوى أربعين دولارًا أو قل من ذلك، وهو مبلغ زهيد لا يكاد يكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية في ظل هذا الواقع المرير، يتساءل المعلم اليمني: كيف له أن يربي جيلاً واعياً وهو يعجز عن إطعام أطفاله؟

وفي الجهة المقابلة لهذا المشهد القاتم، يبرز تجاهل المسؤولين، الذين يعيشون بعيداً عن الواقع المرير للشعب تلك الطبقة التي تغيب عن الوطن، مستقرة في بلدان أخرى، لا تشعر بمعاناة شعبها، ولا تحس بثقل الحياة التي تكبل كاهل المواطن اليمني هؤلاء الذين يفترض بهم أن يكونوا السند والعون، تحولوا إلى أشباح بلا وجود فعلي في معترك الأزمة.

هذه الأوضاع المأساوية تطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل اليمن، وحول مصير جيل يترعرع في كنف الفقر والحرمان، إنها دعوة ملحة لإعادة النظر في سياسات الدولة وأولوياتها، وضرورة التفكير بجدية في إيجاد حلول عاجلة تعيد للريال قيمته، وللمواطن اليمني كرامته وحقه في حياة كريمة.