اكتوبر العصر والنصر الفلسطيني
عبدالله باصهي
شهد العام الحالي تنوعًا بين الأحداث الطبيعية والإنسانية، واختلفت في مضمونها وفعاليتها. ومن بين هذه الأحداث التي أعادت الذاكرة إلى الأمجاد وعهد الانتصارات، وعهد الاختبارات الربانية التي خلدت لنا على مر العصور، كان انتصار عام مصر انذاك، يعاد صياغته الآن من قبل الفصائل الجهادية بفلسطين في الوقت الحاضر.
يعتبر أكتوبر العصر شهد حدثا نادرا، توقفت لأجلة عقارب الساعة في العالم في اليوم السابع من الشهر الحالي، في هذا اليوم، تهاوت أكاذيب الزمن، وقهرت جيوش الكيان واهتز العملاء والمطبعين في لحظة قد توصف بصفعة القرن، التي تعرضوا لها من قبل المقاومة تحت عنصر المفاجأة و المباغتة بعد أن عانوا من الحصار لمدة تقرب من 75 عامًا. لقد كتبوا سطرًا جديدًا في سجل النظال من أجل الدين والكرامة والهوية.
قاد المجاهدون في الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسهم حماس، هذه العملية الاستثنائية المعروفة باسم "طوفان الأقصى"، رغم امتلاكهم لإمكانيات عسكرية محدودة المصدر وتنظيم يضاهي الجيوش العربية المتحجرة بالقرارات السياسية والسيادية، استطاعوا تحقيق نجاح باهر.
على الرغم من توقعاتهم بالرد العدواني والدفاع المستميت من قبل العدو الغاشم، الذي اعتبرت هزيمته هزيمة لا يمكن نسيانها، استخدمت قوات الاحتلال القوة المفرطة. ومع ذلك، في السابع من أكتوبر، شاهدنا ما افرح قلوبنا وشهدت علية أبصارنا نجاح عملية حماس ضد الكيان الإسرائيلي في غلاف قطاع غزة.
استمرت المعركة لمدة تجاوزت الـــ20 يومًا دون تراجع أو انكسار، حيث سجلت المقاومة سطورا من ذهب في عملياتها المبهرة، التي أسعدت العرب جميعًا وكشفت أقنعة الكثيرين، بدءًا من الحكام والشخصيات التي كانت دومًا تروج للسلام مع الكيان الغاصب، على الرغم من العدوان الغاشم واستشهاد الشهداء تجاوز الآلاف وجرحى واحتجاز السكان في غياهب الحصار في قطاع غزة.
فأصبحت تحتل هذه الأحداث مكانة بارزة في حديث الشارع و وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت محور اهتمام المسلمين العرب وغير العرب، رغم التباين في المواقف السياسية والشعبية، عادت القضية الفلسطينية تجدد لهجة الثورة والغضب العربي. فبالرغم من المأساة التي تعانيها الشعوب العربية الأخرى، والتي قد تكون مشابهة للوضع الفلسطيني، إلا أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية والأولى لكل مسلم عربي.
كشفت الأيام منذ بداية العملية، أن هناك أولئك الذين يعملون داخل السور الذكي ويعدون العتاد ويرفعون الروح المعنوية لقواعد غزة الشعبية وأنصارها، فجر أكتوبر كان فجرًا لا يُنسى في أيام الاحتلال، حيث تم تجهيزات وعدة من مصانع محلية، وكأن هناك تمت صفقات وخبراء في المجال العسكري نشأوا وتعلموا، إنه انتصار يولد من تحت الركام وفوق الأنقاض، حتى اضطر الكيان للاعتراف بأن من يقاتلونهم هم اشباح ولكن نحن نقول بإذن الله جنود من السماء.
ندرك جميعا مدئ الترسانة العسكرية العربية و تصنيفها عربياً و عالمياً و مدئ التمويل الضخم العائد من ثروة المواطن العربي و ضرائبة الملتزم بدفعها والتنافس بينهم في التسليح و عقد الصفقات ولكن لا توجه الئ على صدور الشعوب ذاتها وقمع ارادتها و حريتها في العيش بحياة كريمة.
ان ماشهدناه اليوم انه لفخر علينا اننا عاصرنا اول رجل عربي قولاً و فعلاً اسمه ابو عبيدة و اخر بمسمئ و تصنيف رتبة عسكرية قائد هيئة الاركان القسامية محمد الضيف مهندس طوفان الاقصى رجال صدقو ماعاهدو الله عليه، جعلوا من الصفر قيمة لا تضاهيها اي قيمة، صفر ناسف للاعداء بايدي رجال اولو بأس شديد و عقيدة رغم تكنولوجيا العدو بعدة و عتادة وتطورة الئ انها اصبحت لاشي امام اصحاب الارض و العرض والعقيدة.
ان يوم السابع من اكتوبر شاهد على عصر الخذلان العربي ذو المواقف السلبية حتى بالكلمة فغالبيتها مجرد ادانات و شجب واستنكار لا تقدم و لا تأخر و لا تكسر حصار الحرب المفروض بإدخال قنينة ماء او لتر من وقود يحافظ على توازن الحياة هناك في القطاع، والطامة الكبرئ علماء الامة و السلف و غيرهم الذين دائماً مايوضوحون مسائل الدين ومفاتن مواضعها لم نرئ فتوئ صريحة الموضع تجاة معركة غزة، لان غالبيتهم مايطلق عليهم علماء السلطان، هناك منهم من سجل موقف لله والدين والتاريخ متجاوزين حد السلطان و السياسة من اجل اعلاء كلمة الحق.
فضمن اطلالات و تصريحات رجل العصر الذي اصبح ايقونة الثورة و المقاومة والمنتظر لخطابة الصغير قبل الكبير و العدو قبل الصديق وضع قائمة لا سمح الله، لكل من تخاذل عن قضيته و مقدساته من حكام العرب والمطبعين مع العدو المحتل الغاشم، فإننا باستمرارنا نحن ما وراء الحدود عبر الكلمة و الدعم و الاسناد المعنوي و الاعلامي بقدر مانستطيع مستمرون بالنشر و التوثيق و رفع اكف الدعاء، باننا لن نكون ايضاً لا سمح الله.