البحث عن قيادة من رحم المعاناة

البحث عن قيادة من رحم المعاناة

زايد بارشيد

تتردد أصداء سنوات من الألم والأمل في اليمن التي تجسد معاناة عقد من الزمان، تقف اليوم على مفترق طرق تاريخي يحتدم النقاش حول من يجدر به قيادة البلاد نحو مستقبل أفضل: هل يكون من أبناء النخبة، أم من رحم المعاناة اليمنية نفسها؟

في اليمن، حيث الحرب لم تترك بيتًا إلا ولامسته بقسوة، يتساءل المواطنون عن جدوى تعيين قادة لا تلامس قلوبهم آلام الشعب يرون في القادة الحاليين صورةً للبعد عن الواقع، حيث الأولوية للظهور الإعلامي والأناقة بدلاً من الغوص في أعماق مشاكل البلاد.. هذا الانفصال بين القيادة والشعب يضع علامات استفهام كبرى حول قدرة هؤلاء القادة على فهم وحل مشكلات اليمن الحقيقية.

المطالبة بقيادة تنبثق من قلب المعاناة اليمنية ليست مجرد نداء عاطفي، بل هي دعوة لواقعية سياسية فمن خلال تجاربهم ومعايشتهم للأزمة، يمكن لهؤلاء القادة أن يقدموا حلولاً أكثر فاعلية وتعاطفاً.. يتطلع اليمنيون إلى قائد يعرف كيف يجري ماء الحياة في أرضٍ جفت منذ سنوات، وكيف يبني جسور الأمان فوق أنقاض الحرب.

اليمن اليوم بحاجة إلى من يعيد كتابة قصته ليس من خلف عدسات الكاميرات ولا في صالونات الأناقة بل من بين صفوف الشعب الذي عانى طويلاً يحتاج إلى قائد يشاركه الألم قبل الأمل، يشاركه الدمعة قبل الابتسامة إنها دعوة لاختيار قائد من رحم المعاناة، ليس لأنه أكثر قربًا من الشعب فحسب بل لأنه يمتلك الإدراك الحقيقي لما يحتاجه اليمن لينهض من جديد.