حتى لا نصرخ حسرة على حضرموت!!!
م. لطفي بن سعدون
في الوقت الذي ترزح فيه حضرموت في مستنقع المجاعة وغلاء الأسعار وتصاعد اسعار المشتقات النفطية وانخفاض العملة و انقطاع وتدهور قيمة المرتبات ، وانقطاعات الكهرباء والمياه ،ونقص الخدمات بشكل عام ، وانتشار الفساد المهول على مستوى قيادات الدولة العليا والمحلية ،نرى النائب البحسني يترك عمله في الرئاسة كممثل لحضرموت، و يسارع الخطى فقط لعقد اللقاءات والاجتماعات والقاء الخطب الرنانة في حضرموت، لايجاد و توسيع قاعدته الشعبية فقط، دون ان يبذل أي عناء لكيفية معالجة هذه الأزمات ، وتشكيل خارطة طريق لمعالجتها ،وانما تتركز كل الخطابات بصورة عمومية وتتكرر فيها مصطلحات ، أزمات حضرموت ، والفساد، ووحدة الحضارمة، والالتفاف حول الانتقالي، والأخطار المحدقة بحضرموت، والإشادة بالنخبة،،، وغيرها من المصطلحات العمومية التي حفظناها عن ظهر قلب، دون ان نرى اجندة وتوجه واضح منه، لإزالة هذه الأزمات او على الأقل البدء في تنفيذ بعض الخطوات العملية لحلحلتها .
وحقيقة الأمر فمن خلال تجربتنا الماضية
مع البحسني ، عندما كان محافظا فأننا لم نلاحظ منه أي تحرك جدي، لمعالجة مشكلات حضرموت في الكهرباء والمياه والطرقات والصحة ودعم الأسر الفقيرة ومحاربة الفساد وتنمية حضرموت، والتواصل مع النخب الحضرمية كما يقوم بذلك حاليا، بل على العكس لاحظنا قمعا شديدا لمعارضيه . بالرغم ان ظروف حضرموت كانت حبنها في احسن احوالها حيث استلمت اكثر من ٦٠٠ مليون دولار من حصة النفط، سلم منها للوادي ٦٠ مليون دولار ، والباقي لم نر منها من أثر او تم تسوية حساباتها، كما كان يستلم كل الايرادات ١٠٠% وفوارق الديزل المدعوم ومنحة المشتقات النفطية لتشغيل الكهرباء ،كل هذه الميزانيات المهولة لم نر لها اثرا في تحسين خدمات الكهرباء او تنمية حضرموت ولم نر لها اي تسوية حسابات شفافة، كما بلغ الاحتقان الشعبي ضد سياساته الفاشلة حد الاصطدامات المتكررة ، وسقوط قتلى وجرحى فيها، واعتقالات بالمئات كما حصل لقيادات هبة العيون ، وملاحقة وتشريد الاعلاميين، وكان مؤشر ذلك واضحا عندما خرج المواطنون بالآلاف في المكلا احتفالا بإزاحته كمحافظ وكقائد منطقة.
تنفس الحضارمة الصعداء لفترة من الوقت في ظل قيادة المحافظ الجديد بن ماضي، وماقام به من الإصلاحات وتدوير القيادات الوظيفية، وتحسين الخدمات وخاصة الكهرباء والطرقات رغم شحة الموارد ، بتوقف حصة النفط، وتسليم فقط ٢٠% من الايرادات ، ولم يتبقى فقط من موازنة المحافظة الا فوارق الديزل المدعوم، كما شهدنا الانفتاح على النخب شوالمكونات وتصفير الأحتقان الشعبي، و كذا اظهار الوجه المشرق لحضرموت ، من خلال مهرجانات الثقافة والتاريخ في الشحر والرياضة بسيئون والسياحة في بلدة المكلا .كل هذه الانجازات جرت في فترة قصيرة وفي غياب اي نشاط للبحسني في المحافظة الا فيما ندر . اما الان فله قرابة الثلاثة أسابيع وهو في لقاءات دائمة مع النخب المدنية والعسكرية، وليس له من هدف إلا وضع العراقيل أمام المحافظ بن ماضي، وتبهيت دوره وإضعاف سلطته على المحافظة وقياداتها ، بل والتسبب بإبعاده عن حضرموت لمدة طويلة، حرصا من المحافظ على درء الفتنة وتجنب اي صدامات بين أبناء حضرموت.
وازاء كل هذه التحركات والتدخلات غير الدستورية التي يمارسها بكل إصرار النأئب البحسني، والتي أدت ، لغياب المحافظ عن أداء مهامه القيادية في حضرموت، وتوقف عجلة تحسبن الخدمات والتنمية والإستثمار فيها ، وخلق وتعميق الانقسامات ، كمقدمة للفتنة و للصراعات والإحتراب الداخلي ، فان على النخب والمكونات الحضرمية رفض هذه التدخلات الغير دستورية في صلاحيات المحافظ، وعلى رئيس وأعضاء مجلس القيادة وقيادات التحالف والرباعية ، القيام بدورهم في الوقف السريع لتحركات النائب البحسني الغير دستورية، قبل ان تستفحل الأمور في حضرموت وندخل في دهاليز الفتنة والإحترابات وتخريب حضرموت وادخالها في معترك الصراع كما هو الحال في بلادنا ، وتفقد بذلك الإستقرار والأمان والتنمية القليلة ، التي تنعم بها وأيضا تذهب ثرواتها وعائداتها النفطية ادراج الرياح، و التي هي إكسير الحياة لبقايا الدولة الشرعية.
فهل من عقلاء يستمعون ويستجيبون؟؟؟ قبل أن يسقط الفأس على الراس، ونصرخ بأعلى صوتنا ،،، ياحسرتاه على حضرموت!!!