كيف أصبح الفقير مليونيراً بسبب الأعمال الخيرية؟

كيف أصبح الفقير مليونيراً بسبب الأعمال الخيرية؟

سالم بن سهل


من الجميل نشوف التحرك المجتمعي لمسائلة كل من يستغل أوجاع الناس لمصلحته الشخصية، هذا التحرك يجب أن نبدأه من عند أكبر مسؤول استغل منصبه في زيادة رصيده البنكي إلى أصغر فرد في المجتمع تاجر بالفقراء وأصبح غنياً في زمن الحرب.
ولكن قبل ما أطرح تجربة حلوة شفتها في المجتمع الإنجليزي بحب أشكر كل من تطوع من شعور ذاتي بمسئوليته تجاه مجتمعه، حتى ولو كسب من تطوعه بعضاً من الفلوس البسيطة التي تعينه على أداء مهمة التطوع، فمش منطقي يتطوع وبطنه جائعة، ويعطي الفقراء وحاله من حالهم، فكلنا نعرف صعوبة الظروف المادية في اليمن، ونقدر كل من قدم مبادرة لمساعدة الناس.
هناك ظاهرة جميلة ومنظمة شفتها في الكثير من المؤسسات والمراكز المجتمعية الخيرية في بريطانيا التي تقدم مساعدات مباشرة للناس تتضمن توزيع غذاء وملابس وأدوية مجانية .. الخ مسجلة ومرخصة رسمياً والوظائف الإدارية فيها يتم الإعلان عنها في مواقع التوظيف بكل شفافية، وجميع التبرعات التي يحصلون عليها يصرفوها في مكانها الصحيح بدون تصوير للمحتاجين أو عنصرية في التسليم فلا فرق بين فقير بريطاني أو أفريقي أو آسيوي، كل من يعيش في الأراضي البريطانية تمنح لهم المساعدات بدون ما يسألوهم عن انتمائهم أو دينهم أو جنسيتهم، وبدون ما يتعرضوا للإحراج والمذله، وهو ما أتمنى أن يحدث في اليمن 
لذلك على عجالة بحب أطرح ثلاث مقترحات: 
1على المتطوعين العظماء في الميدان الذين يعملون بجهود شخصية أن يوحدوا جهودهم في إطار عمل مؤسسي شفاف يوضح للجميع مصادر الحصول على الأموال والأماكن التي أنفقت فيه، بما في ذلك رواتب الموظفين العاملين على هذه الصدقات.
2️ على الشركات والمحلات التجارية وجميع المنظمات والجهات العاملة في القطاع الخاص القيام بمسؤوليتها الاجتماعية كما يجب في تنمية المجتمع واستدامة المشاريع المجتمعية، ودعم الأفراد الضعفاء لمساعدتهم في تخطي حالة الفقر والعوز.
3️على الحكومة أن توقف استنزاف الناس، حيث يزداد البؤساء بؤساً مع تفشي الفساد، وعليها أيضاً محاسبة كل من يتاجر بمعاناة الناس سواء كان مسؤول أو فرد من الشعب، فجميع الأعمال الخيرية وإن حملت هذا المصطلح الجميل إلا أنها تحتاج إلى ضبط ومراقبة كي نرى الخير فيها.
وفي النهاية وبما أننا في رمضان نعلم جميعاً أن زكاة الأموال واجبة شرعاً فلو أخرج جميع الأغنياء زكاتهم لن يبقى فقيراً جائعاً في بيته أو متسولاً في الشارع.