من لم يغضب للقرآن لن يغضب لغيرة

من لم يغضب للقرآن لن يغضب لغيرة

الخضر محمد ناصر الجعري


اقدمت دولتا السويد والدنمارك بالسماح بحرق دستور الأمة الإسلامية القرآن الكريم من قبل بعض الشذاذ مُعتقدين بان فعلهم هذا يفت في عضد الاسلام لكن هيهات .. فالاسلام يزداد إنتشاراً وكل هذه الافعال القذرة لاتعكس الا حالة الهستيريا لدى من يخطط لايقاف تسونامي الإسلام الذي بفضل جمال هذا الدين يدخل الناس فيه طوعاً افواجا.لكن مايثير الأسى ان لا يغضب بعض الحكام او الفئات كرد فعل مضاد لهذه الجريمة التي أصبحت تتكرر لأن ردود فعل الحكام كانت ضعيفة دوماً بينما يشتاطوا غضباً وتهديداً ووعيداً وتُقطع العلاقات ويُمنع التبادل التجاري وتُعلق الاتفاقيات اذا ما أُحرقت صورة حاكم عربي او علم دولة..

يا هؤلاء ان الهوان الذي تعيشونه واوصلتوا الشعوب الية بل ودجنتوها لانكم تهددونها بسحب الإقامة او إسقاط الجنسية او تحاربون الشعوب في عيشها وضع لن يستمر الى الأبد ..أغضبوا لدينكم ودستوركم فدول اوروبا وامريكا ستتخذ أقسى الإجراءات عندما تُمس مصالحها فقط, ناهيك عن مايمس أمنها وهويتها.. فهذا العالم لا يحترم ولا يعترف الا بالقوي لا بالمستجدي..

لا يسعنا هنا إلا ان نُحيي موقف الزعيم مقتدى الصدر وشعب العراق وحكومته لاتخاذهم اجراءاً قوياً سيجعل اي دوله تفكر ملياً بأن لا تحذو حذو السويد  والدنمارك , وفي الوقت نفسه نسأل اين موقف الجامعة العربية ؟ واين موقف منظمة التعاون  الاسلامي ؟ الذي يضم 57 دولة تُشكل قرابة ثلث الجمعية العامة للامم المتحدة وتُمثل مايقارب مليار ونصف نسمة . أم انها كغثاء السيل؟ ولا تفكر الا بالمصالح الآنية على حساب الدين والمباديء والقيم يومها ينزع الله من صدور اعدائكم مهابتكم.

رحم الله  الفيلسوف والشاعر الهندي المسلم محمد اقبال حين أوجز قيمة الدين  في الحياة في بيتين من الشعر:

إذا الإيمان ضاع فلا أمان .. ولا دنيا لمن لم يحيِ دينا                                ومن رضي الحياة بغير دين ..                                           

  فقد جعل الفناء لها قرينا.

وهو القائل ايضاً:

"من ذا الذي رفع السيوف ليرفع اسمك فوق هامات النجوم منارا؟!
كنا جبالا في الجبال وربما سرنا علـى مـوج البحار بحارا
بمعابد الإفرنج كان أذاننا قبل الكتائب يفتح الأمصارا"

أين انت يا اقبال لترى ما يجري اليوم؟ّّ!!