الانتقالي الجنوبي مابين الانفصال والانفصام
ماهر باوزير
المكون الذي راهنا عليه منذ بدايته وتوقعنا أن يقود القضية إلى بر الأمان وان كنا خارجه إلا أننا باركنا ودعمنا وحضرنا أشعاره في عاصمة حضرموت مدينة المكلا ومن بعدها أشعاره في مديرية الديس الشرقية وكنا في الصفوف الأولى مباركين فرحين منطلقين من حس وطني حقيقي لايهمنا أن نكون في المشهد لكن مؤمنين أن الوطن بالجميع وللجميع
اليوم ومن خلال متابعتنا للمشهد السياسي نجد أن المجلس الانتقالي أصبح واقعا بين عنوان الانفصال كشعار و بين ممارسة الانفصام كسلوك قيادي و أفراد متخلين عن ابسط واجبات العمل الوطني وهو الشعور بمعاناة الناس بعيدين كل البعد عن كل ما من شأنه تحسين أوضاعهم أو على الأقل ايقاف نزيف تراجع الخدمات وانهيار الإقتصاد ولهذا نجد اخبار القيادة وهيئة الرئاسة ( التقى و ناقش و تعرف و اطلع وزار ) وجميعها لم تحدث فارقا في حياة الناس أو تم الوقوف بحزم أمام جميع الانتهاكات التي تحدث أو إتخاذ قرار بمكافحة الفساد داخل أروقة المجلس الانتقالي نفسه وكل ما يقال هنا وهناك هي مجرد شعارات يعلم الجميع أنها لا قيمة لها حتى وإن شكل لها إتحاد فهو في النهاية لايمتلك اي شرعية قانونية تخوله محاسبة اي مسؤول ثبت فساده ناهيك فتح ملفات وزارات تابعة للانتقالي نفسه حتى يقدم نموذج يقنع الشارع بصدق الهدف .
وبعد أن وصل الريال اليمني إلى اعلى سعر مقابل الدولار نتيجة لقرارات الشرعية القابعة في معاشيق عدن يكتوي بنار تلك القرارات أبناء الجنوب وتتسع دائرة الفقر والحرمان ولهذا فإن المتغيرات السياسية القادمة سوف تستغل تلك المعاناة وتلعب على وترها للوصول إلى حلول جائرة لكنها منقذة من وجهة نظر البسطاء من الناس خوفا من مزيد من الإنهيار الإقتصادي والمعاناة المترتبة عليه وبما يفيد أطراف أخرى لها مصالحها واجنداتها البعيدة عن تطلعات الشارع الجنوبي وربما تكون خارطة الطريق إلى الحل النهائى مكونة من مسار واحد لا غير وهو مسار باب اليمن الذي تشير كل المقدمات الحاصلة اليوم أنه هو الخيار الأمثل لمن يدير الملف اليمني .