نهاية الحروب السلام.. ولكن ماذا عن صمت المدافع اليمانية؟

نهاية الحروب السلام.. ولكن ماذا عن صمت المدافع اليمانية؟
صورة من الأرشيف

بقلم: عبدالله عمر باوزير

يوم الخميس الماضي.. التقيتا كنخبة او نظن أننا كذلك ، بعد أن فرقتنا عيد الاضحى المبارك حيث ذهب البعض منا إلى حضرموت و الآخر مأرب وشبوة أو القاهرة ؛إلا أنا فقد أثرت الرياض ، لا بديل لها ، و هي التي لم اتمتع بعيدا في غيرها إلا شعران .. قريتي المحمية بنايفاتها و المطوقة بأراضيها على ضفاف اوديتها الثلاثة، أو المكلا في رعاية الشامخ المنصوب و مثوى الشيخ يعقوب.. ولكن ذلك لم يعد متيسرا في ظل أوضاع افقدت ‎حضرموت أمنها و المجتمع اريحيته التي لم يعدم اعدائه وسائل من افراده لتفتيته، في أشكال حزبية ومكونات هشة - هلامية.. تماما كما هي بقية المناطق اليمانية-أو هي عدوى اليمانية.

في ذلك اللقاء تناولنا آخر المستجدات، و التسريبات عن ما يحدث في اروقة القيادة-الرئاسية أو يجري في مسقط..حيث تدافعت علامات الاستفهام عن ما هية الحلول بعد كل ما جرى و يجري ، فضلا عن دور القوى الكبرى الراعية و المحاربة "لصرب- صنعاء " أو المستخدمة لها في استراتيجيات ليس لنا منها غير الفراق في الأعياد واللقاء بعدها للتنفيس، وخلط الآمال الجمعية و الذاتية بصعوبة صمت المدافع-الصامتة في حرب لابد لها من نهاية-اضحت صعبة لأن بعدها لابد من سلام .. و أي سلام تعقبه مصالحة وطنية ثم أي وطن سيحتضنها؟.

أسبوع من الخميس إلي الخميس- وأنا أجهد ذهني واتسائل إذا كان لابد من مصالحة وطنية لماذا لا نباشرها بين القوى الرافضة للايديولوجية الحوثية و العصبية الصربية-المناطقية، حتى نستطيع فرض حلول قابلة للحياة ، في مجتمعات لم تتوحد في تاريخها و لم تذب انتماءاتها ولكن "تبلقنت" في صراعاتها ، ويبقى السؤال من أين نبدأ وكيف؟.

إجابة ذلك السؤال و التساؤلات التي سبقته ، يكمن في قرار شجاع لفخامة د.رشاد العليمي رئيس مجلس الرئاسة القيادي ينسقه مع التحالف العربي ، و يفرضه بصرف النظر عن أغلبية اعضاء مجلس الرئاسة المؤيدة او الرافضة.. يتمثل في تشكيل هيئة من الصف الثاني و الثالث من القوى الحزبية و التكوينات المجتمعية الفاعلة و المستقلين من المثقفين- السياسيين والفنيين إلى جانب الأكاديميين، وتكليفها بالبحث عن خيارات متعددة.. مبنية على تشخيصات معمقة للصراعات اليمانية التاريخية منها وما انتجته مراحل ما بعد سبتمبر 1962 ونوفمبر 1967 حتى اليوم.. دون فصل تشخيص الماضي عن الحاضر و ما وصلنا إليه .. قبل التفكير في سلام هش أو مصالحة سياسية-توافقية لأهداف مكسبية، مصالحة سياسية قادرة على الارتقاء إلى مقتضيات المسؤولية الوطنية، وبالتالي تحديد مرتكزات الوطنية القادمة..من خلال الوطنيات التى انتجتها "عشر الحرب" التي فقدت ملامحها و تصنيفها وربما اهدافها .. بعد ستوكهلم و تسليم الحديدة بغباء إلى صرب صنعاء.

سنلتقي اليوم الخميس 18 يوليو و سنتناقش .. لا لتنفيس ولكن لكي نتحرك في عمل سياسي يفضي إلى مصالحة سياسية ،تنتهي بتوافق وطني يؤدي بدوره لمصالحة وطنية.. ولكن -ولكن هذا يتطلب إرادة منا يعززها قرار سيادي.. أظن أنه لم يتأكل بالكامل بعد - على أن يدرك أن أسوأ من هدير المدافع صمتها !!.