دفُرْني وبغيــت المسقــــــطْ
محمد احمد بالفخر
هذا مثل من الأمثال الحضرمية ذات الدلالة البعيدة في معانيها،
ومعناه: وسنبدأ بالكلمة الأولى (دفرني) هي فعل أمر بمعنى ادفعني او (ادهفني) كما هي اللهجة العدنية طالما المقال سينشر في صحيفة (عدن الغد) وفي عمودي الأسبوعي (كل خميس) إن لم (يُدْهَفْ) بعيداً إن أخذتهم العزة بالإثم لا قدّر الله،
وهذا ما لا نرجوه لشابٍ عصاميٍ طامحٍ شقَّ طريقه بنجاح منقطع النظير في زمنٍ تعثّر فيه الكثير من أقرانه،
و(بغيت) معناها أريد و(المسقط) هو السقوط،
ومعناه البعيد أنني ابحث عن ابسط الأعذار لأحقق شيئاً أريده في نفسي وما الدفرةُ ما كانت إلاّ سبباً بسيطاً لأحقق ما أبحث عنه،
في العام 2011م تقريباً التقيت بأخي الأصغر فتحي بن لزرق وأخبرني أنه على وشك الطباعة الورقية لصحيفة (عدن الغد) بشكل تجريبي أسبوعي وطلب مني أن أساهم بالكتابة فيها واتفقنا على ذلك وأن الصفحة الأخيرة هي موقع ثابت لمقالاتي فكان المقال في العدد الأول بعنوان (عدن الغد التي نريد) واستمريت في الكتابة أسبوعيا وقُدّر لي زيارة عدن وزرته في مكتبه البسيط ككل البدايات البسيطة وشجعته على المثابرة والعزيمة وسيكون لك شأن في قادم الأيام وتمنيت له النجاح من أعماق قلبي، وتحولت الصحيفة من أسبوعية الى يومية ومع إيقاف صحيفة (الأيام) ومن باب الوفاء لها وكوني من أحد كتابها والأخ فتحي قد كانت بداياته فيها فقد اقترح عليّ ما في نفسي بأن يكون عنوان عمودي الأسبوعي (ظلال الأيام) وقد كان،
وذات يومٍ أخبرني الأخ فتحي أنه وقف عند أحد الأكشاك المخصصة لبيع الصحف ليتابع مدى الاقبال على شراء الصحيفة وآراء الناس عن مواضيعها، فقال سألت رجلاً كبيراً في السن اشترى بعض الصحف فسألته عن رأيه بكُتّاب الصحيفة فقال أصدقهم كاتب حضرمي اسمه محمد بالفخر فكانت شهادة من رجل لا اعرفه ونقلها لي بأمانه اخي فتحي،
وقد اعتبرت الصحيفة صحيفتي ونجاحها نجاحي، مع اختلافنا في التوجهات والأفكار والمواقف في بعض الأحيان وقمت بعد ذلك بتعريف الأخ فتحي على أحد موزعي الصحف في المكلا ليرسل الصحيفة عبره وهو يقوم بالتوزيع في المكلا،
وصنع لي الأخ فتحي معروفاً لا ينسى عندما قابلته مع ابني عمار بعدما سجّل في كلية الآداب جامعة عدن قسم الاعلام وضاقت عليه المساكن الطلابية القريبة بما رحبت ومنها سكن رجل الخير الشهير ورغم التوصية الا أن هناك لوبي كان متحكماً في أمور التسكين فقال لي الأخ فتحي ولا تشيل هم عمار سيسكن في مقر الصحيفة وان كان بعيداً عن الكلية لكنه سيذهب اليها مع ابن عمي ناصر عوض زميله في الكلية وسيسكن معه وبقية العاملين وسيتدرب في الصحيفة ايضاً وقد تم كل ذلك ولله الحمد ويشكر على هذا المعروف، وهنا تمثّل امامي حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (سبق درهم مائة الف درهم) فمعروف فتحي قد يكون عند الله أفضل من الملياردير،
عادت الأيام وأصبح لي فيها عموداً اسبوعياً كل أحد تحت عنوان (في ظلال الأيام) وغيرت عنوان عمودي في (عدن الغد) الى (كل خميس) وفي نفس الصفحة الأخيرة وانا اعتبر كل كتاباتي جزء من معركة الوعي لا لحزبٍ اكتب ولا لنظامٍ ولا لغيره انما هناك قناعات وأفكار ذاتية ليس لأحدٍ دخل بها،
وغالباً كتاب الأعمدة لا تبقى كتاباتهم على نمط واحد فتتغير بين الحين والآخر وهو مسؤول عما يكتب وبالتالي لا ينبغي أن يقرر فيها محرر مبتدئ اين تكون وليس من حقه التغيير أو الإلغاء ولكن..
تعرضت لأكثر من مرة لمواقف مزعجة عندما تتفاجأ بأن مقالك بقدرة قادر صار في صفحة داخلية،
والأعذار مرة بالغلط ومرة أحرجنا من كاتب شهير فحطينا مقاله مكانك، والطامّة مقال الأسبوع الماضي (هزيمة الانجليز) قيل لي انه ليس مقال سياسي!
ذات يوم وعندما كنت اكتب في صحيفة (إيلاف) كتبت مقالاً بعنوان (للجنوب قضية)
فلم يرق لرئيس التحرير الأستاذ محمد الخامري لم يلغيه ولم يحذفه الى صفحة بريد القراء، بل كتب مقالاً رداً عليه في نفس العدد ونفس الصفحة، فهل يا أستاذ فتحي ما جرى لمقالي الأسبوع الماضي