الواقع الجنوبي بين التحديات و الاستفزازات 

الواقع الجنوبي بين التحديات و الاستفزازات 
صورة من الأرشيف

ماهر باوزير 

في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة التي يواجهها المواطن الجنوبي، برزت مؤخرًا بعض القيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي بممارسات استفزازية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، متجاهلة بذلك معاناة المواطنين. هذه الممارسات أثارت ردود فعل غاضبة وكشفت عن فجوة متزايدة بين القيادات والمواطنين. يتطلب الوضع الحالي إعادة النظر في هذه السياسات وتقديم حلول عملية لتحسين الأوضاع.

لقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما فيسبوك، تصاعدًا في المنشورات الاستفزازية من بعض قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي. هذه المنشورات، التي تفتقر إلى حس المسؤولية وتعكس انفصالًا عن الواقع، قوبلت بردود فعل قوية من المواطنين، الذين عبروا عن غضبهم وكشفوا عن تفاصيل معاناتهم اليومية. 

تأتي المنشورات الاستفزازية في وقت يعاني فيه المواطنون من أزمات اقتصادية خانقة.  وبين التصريحات المتفائلة التي لا تمس الواقع، والإشادات بإنجازات غير ملموسة، وجد المواطنون أنفسهم في مواجهة تجاهل واضح لمشاكلهم ، ردود الأفعال الشعبية على هذه المنشورات كانت صريحة وقاسية، حيث فضحت حالة الفقر والعوز التي تعاني منها غالبية الأسر الجنوبية .
إن تباين الوضع الاقتصادي بين القيادات والمواطنين يعمق الشعور بالظلم. حيث تستلم القيادات مرتباتها ومخصصاتها بالريال السعودي، مما يعزلها عن تداعيات انهيار العملة المحلية. هذا التباين أدى إلى شعور المواطن الجنوبي بغياب العدالة وزيادة الاحتقان الشعبي.
إلى جانب تلك الاستفزازات، تعاني القيادة في المجلس الانتقالي الجنوبي من ضعف في مواقفها تجاه الاتفاقات الأخيرة في سلطنة عمان و التراجع عن بعض القرارات الصادرة عن البنك المركزي في عدن يعكس تردد القيادة وضعفها في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية الراهنة.
لتخفيف حدة التوتر والاحتقان الشعبي، يمكن تبني عدة خطوات وإجراءات عملية :
1. تعزيز التواصل مع المواطنين من خلال منصات تواصل أكثر شفافية وواقعية، تعكس مشكلات المواطنين وتعمل على إيجاد حلول فورية.
2. إعادة تقييم الرواتب والمخصصات بحيث تكون أكثر عدالة وتتسق مع الوضع الاقتصادي العام، مما يقلل من الفجوة بين القيادات والمواطنين.
3. التوجه نحو التنمية المستدامة عبر تنفيذ مشاريع تنموية تساهم في تحسين البنية التحتية وخلق فرص عمل للمواطنين.
4. التفاوض الفعّال اعتماد مواقف قوية وواضحة في المفاوضات الدولية والمحلية لضمان مصالح المواطنين الجنوبيين ، وتجنب التراجع عن القرارات الاقتصادية الهامة.
5. تعزيز الشفافية والمساءلة ضمان أن تكون جميع العمليات والقرارات خاضعة للمساءلة والشفافية، مما يزيد من ثقة المواطنين بالقيادة

إن استمرار القيادات الجنوبية في استخفافها بالمواطن واستفزازاته على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب ضعف مواقفها السياسية والاقتصادية، ينذر بمزيد من الاحتقان الشعبي وعدم الاستقرار. يتطلب الوضع الحالي من هذه القيادات إعادة النظر في سياساتها ومواقفها، والعمل بجدية على تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين وإظهار قدر أكبر من المسؤولية والالتزام تجاه أبناء الجنوب. باتباع مقترحات وإجراءات عملية، يمكن تحسين الوضع الراهن وتحقيق تقدم ملموس يخدم جميع المواطنين .