في الأزمة الحضرمية.. على الباغي ستدور الدوائر!!!
بقلم : م. لطفي بن سعدون الصيعري.
انقسمت النخب الحضرمية بين مؤيد ومعارض ومحايد في صراع الارادات بين المحافظ بن ماضي والوكيل أول بن حبريش ، وشاهدنا غلاة الإعلاميين من الطرفين، يمتشقوا سيوفهم الدونكيشوتية ليهووا بها على رؤوس المتخاصمين ، مقابل أثمان بخسة.
والكل يتخذ من حقوق حضرموت ومطالبها المشروعة مدافعا يهاجموا بها، و متارسا لهم يحتموا بها.
وحقيقة الأمر أن كلا الطرفين خاسرين، وأن حضرموت هي الخاسر الأكبر.
لقد حذرنا مرارا وتكرارا من أن هذا الخلاف اذا لم يتم احتواءه سريعا، سيتطور ويجر حضرموت إلى فتنة واحتراب، لن تحمد عقباها وسيمزق حضرموت ويرميها لقمة سائغة لاعدائها التاريخيبن، ولكن يبدوا ان صرخاتنا ذهبت أدراج الرياح ولم تنصت لها الآذان.
وهانحن نشاهد أن حضرموت قد انقسمت انقساما حادا بطول وعرض الجغرافيا الحضرمية وتغلغلت في عقول أثنوقرافيتها ، وتنتظر فقط شرارة إشتعالها لتقضي على الأخضر واليابس في بلادنا الحبيبة، لتحيل حضرموت الى كومة قش وخراب ليس له أول ولا آخر.
فهل يرضى المتخاصمون وأهل حضرموت بهذا المصير القاتم لوطنهم؟؟؟ وهم اهل الحكمة والرأي السديد!!! لا أظن أن بن ماضي وبن حبريش يرضوا بهذا المصير المحزن لحضرموت ، فكلاهما حضرميان حتى النخاع وحب حضرموت يجري في عروقهم، ولكن كما يقولون من الحب ماقتل!!!
إن واقع الحال يقول خلاف ما يسوقونه ويعملون عليه من تحشيد وتحشيد مضاد ، حتى شملت كل الجغرافيا والأثنوقرافيا الحضرمية ، ولم يسلم اي بيت حضرمي داخل الوطن وخارجه من هذا الشقاق.
والحال هكذا فإن على المتخاصمين أن يعودا لجادة الصواب ويحتكما لصوت الحكمة والعقل الحضرمي، ويعطوا الفرصة لأهل الحكمة والمشورة والرأي السديد للتوسط بينهم، لحل خلافاتهم على قاعدة لاضرر ولا ضرار .
وعلى البادئ بنبش هذا الخلاف، أن يبادر هو بأول خطوة في طريق إصلاح ذات البين. ومثلما قلنا وأكدنا عليه مرارا ، من أن حضرموت منطقة حيوية وتمتلك امكانيات وثروات اقتصادية ومالية وبشرية وتاريخية وثقافية متعددة ، وموقع جيوسياسي استراتيجي متميز ، و تتقاطع فيها المصالح الحضرمية والجنوبية واليمنية والإقليمية والدولية، وهي لذلك لايمكن أن تخلق لها مكانا مستقلا لائقا تحت الشمس، وتستعيد قوتها وإمجادها، الا بتلاحم كل أبنائها وقياداتها ومكوناتها السياسية المختلفة، وعلى رأسهم حاليا المحافظ والوكيل أول.
أما إذا استمر هذا الخلاف فعلى النخب والقيادات الحضرمية أن تتداعى لعقد مؤتمرا عاما لها ، وأظن بيانات قبائل طائلة حضرموت، كندة وسيبان ونوح ونهد وثعين تصب في هذا الإتجاه، وقد اكدت جميعها ، على تبني مطالب حضرموت المشروعة ووحدة الصف ورفض التفرد بالقرار، وعلى المؤتمرتحديد المتسبب في إستمرار هذه الأزمة الحضرمية وتتحد وتعمل جميعا لإسقاطه . وعلى الباغي تدور الدوائر.