متى سيكون زيتنا مفيدا لمشاكلنا كحضارم

هاني جود
في العام 2018م كنت في تغطية صحفية برفقة أحد قيادات السلطة المحلية بوادي حضرموت والصحراء حينها للجلوس مع عمال منشأة حيوية للاطلاع على مطالبها عقب تنفيذها اضرابا عن العمل.. طبعا حاول المسؤول الحكومي اقناعها بالعدول عن الإضراب كون المنشأة تقدم خدمة انسانية وأن تحقيق مطالبهم مرتبط بالجهة المشرفة عليهم مركزيا، بل تعدى ذلك بأن أشعرهم بإعتماد تذكرتي طيران على نفقة السلطة للذهاب لمقابلة المسؤول المركزي ومناقشة المطالب الحقوقية معه.
طبعا كل تلك المفاوضات التي استمرت قرابة 4 ساعات بات بالفشل، والغريب في الأمر اتفاجأ في اليوم التالي بزيارة مسؤول حكومي ليس من أبناء حضرموت ويقنع عمال تلك المنشأة برفع الإضراب دون تحقيق أدنى مستوى من الوعود التي قدمها قبله بيوم المسؤول الحكومي الحضرمي.
تذكرت حينها عبارة قالها المسؤول الحضرمي ( للأسف نحن الحضارم لازم الزيت الي يحطونها بين التروس "القيرات" لتسهيل حركتها لازم يكون غير حضرمي).
بالملاحظة إلى واقعنا اليوم وتبرزه المهاترات داخل قروبات مواقع التواصل الاجتماعي أعتقد أن معظم المشكلات بين الحضارم للأسف اليوم تقف ترسبات الماضي من عدم القبول الاخر خلفها ولو كان صائبا وللأسف نحاول بقصد أو بغير قصد توريثها للأجيال القادمة إلا ما رحم ربي ..
فتجد مثلا الجهة الفلانية لديها رؤية أو فكرة حول معالجة مشكلة أو المساعدة في حلها نرفضها او نعمل على اجهاضها لسبب وحيد وهو موقف قديم من الماضي يجعلنا لا نتقبل تلك الفكرة..
ما هكذا قرأنا في التاريخ عن أجدادنا الحضارم بل كانوا مثالا للتعايش وتقبل الأخر بعيدا عن المكايدة والضغينة..
فهل سنفيق لانتشال واقعنا أم أننا نورث أجيالنا القادمة سلوكا خاطئا ونحملهم ذنبا لا ناقة لهم ولا جمل فيه، وتعصف بهم دوامة تلك الصغائر تجعلهم يكرهون الواقع الذي يعيشونه وتصرفهم عن الاتجاه الصحيح نحو تقدم مجتمعهم وازدهاره.