بعد عشر سنوات .. الهبة الحضرمية من فعل ثوري إلى مؤسسة مجتمع مدني
ماهر باوزير
تبدد الحلم وتراجعت الطموحات العامة وتقدمت المصالح الشخصية بفعل هيمنة الأنا على الآخر في مشهد لم يتوقعه الحضارم ممن تداعوا وتفاعلوا بهمة ونكران الذات في بدايات الهبة الحضرمية قبل عشر سنوات من مختلف المدن والقرى الحضرمية سعيا للخلاص من هيمنة المتنفذين المدعومين من السلطات المركزية طوال السنوات الماضية إلا أن تلك الآمال ذهبت أدراج الرياح ولم يعد لها وجود على أرض الواقع اليوم ولم تعد معاناة الناس هي المحرك الرئيسي لمن يقودها بعد أن أصبحت الهبة شعار يرفع عند الحاجة لإرسال رسائل بعضها داخلي وأغلبها خارجي اعتقاداً أن هكذا وسيلة سوف تحشد أهل الداخل وترهب اهل الخارج لكن ذلك لم يحدث .
أن ما شهدته حضرموت خلال اليومين الماضيين من فعاليات بإسم الهبة الحضرمية أقامها مؤتمر حضرموت الجامع تذكير جيد لكنه أكد بنفس الوقت أن الهبة تحولت من الميدان إلى القاعات المغلقة وان اكبر هدف لها هو امتلا القاعات بالحضور ولا أهمية أو قيمة لمخرجاتها غير تسجيل حضور إعلامي مؤقت ينتهي بانتهاء الفعاليات وورش العمل التي يتبناها الجامع عبر مؤسساته ودوائره وبحضور قياداته سعيا لمنافسة مؤسسات المجتمع المدني الأخرى الفاعلة على الأرض ومع ذلك لم يسجل الحضور المطلوب حتى في هذا الجانب ناهيك عن الحضور السياسي الذي أنشئ من أجله .
نجح التحالف العربي في تحجيم دور الجامع بتوزيع الأدوار بين طرفيه الفاعلين في اليمن ترتب على ذلك تخبط في إتخاذ القرارات عبر تصريحات ومواقف وبيانات متضاربة غير متوازنة في أغلبها أضعفت قوة الجامع سياسيا واجتماعيا ترتب عليه انقسامات حضرمية لايمكن إنكارها بفعل سياسة الجامع من جهة و تدخلات خارجية إقليمية من جهة أخرى .
ٱن للحضارم أن يستوعبوا الدرس ويعيدوا حساباتهم بالقبول ببعضهم البعض اولا على أرضية حضرمية صلبة وهذا لن يتحقق ما لم يقتنع الجامع اولا أنه ليس المالك الحصري لحضرموت وان الجميع شركاء ودون ذلك سيخرج الجميع من المشهد يعضون أصابع الندم بعد فوات الأوان .