ماذا تبقى لمؤتمر حضرموت الجامع بعد استقالة الشيخ محمد عوض البسيري؟!
عوض محمد العليي
ليست استقالة الشيخ محمد البسيري هي الأولى في مسار مؤتمر حضرموت الجامع ولكنها الأكبر من حيث كونها تأتي من رأس هرم المؤتمر ومن الرجل الثاني في سلم قيادته.
وحينما يتنحى رجل بحجم الشيخ البسيري عن موقعه في أعلى هيئة قيادية، فهذا يعني أن الخلل والاختلال في جسم المؤتمر الحضرمي الجامع قد بلغا مستوى يصعب معه الاستمرار في المجاملة أو الصمت. وأن الرجل قد دفع به اليأس من امكانية تمرير أية إصلاحات في النهج الحالي الى تقديم استقالته وتعليلها بـ"أسباب خاصة"، نعلمها جميعا وإن أبت نفس البسيري النبيلة الإفصاح عنها. حفاظا منه على الود القديم والباقي مع رئيس المؤتمر وربما كذلك لترك الطريق مفتوحا أم أية عودة ممكنة لتصحيح المسار وانقاذ المسيرة التي ضلت طريقها ولم تصل بعد الى وجهتها منذ إعلان مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع.
إنها ليست مجرد استقالة لموظف في إحدى الهيئات، بل نحن نتحدث عن نائب رئيس المؤتمر والشخصية الثانية في سلم القيادة. واستقالته هي أخطر بكثير حتى من الانشقاقات الجماعية السابقة التي عانى منها الجامع، وصدى دويها يدق ناقوس الخطر في آذاننا جميعا، ومالم تصغي قيادة المؤتمر الجامع وتعيد النظر في السياسات الحالية وتسلم بضرورة العودة الى الشراكة الحقيقية في اتخاذ القرار ورسم السياسات، فإنني أقول وبكل ثقة أن الجامع الحضرمي في طريقه نحو الموت السريري بعد إفراغه من الشخصيات القيادية التي لطالما قام واستند عليها وعلى وجودها فيه.
وكما يقول المثل من قلت رجاله قل مقداره، وبدون الشيخ محمد البسيري ومن سبقوه في المغادرة فأي مقدار ومنزلة وتأثير نتوقعه للمؤتمر الحضرمي الجامع ولمن تبقى فيه!.