حافظوا على بن ماضي حتى لا تنهار حضرموت كلية بعد انهيار مكوناتها المستقلة!!!

حافظوا على بن ماضي حتى لا تنهار حضرموت كلية بعد انهيار مكوناتها المستقلة!!!
صورة من الأرشيف

م. لطفي بن سعدون الصيعري. 

في الوقت الذي يمر الحراك الحضرمي المستقل بحالة انكسار وضعف وتشتت، منذ أن تم أفشال تأسيس مجلس حضرموت الوطني من جهات حزبية وقبلية ومناطقية، إلا أننا نلاحظ حضورا سياسيا وتنمويا لحضرموت يقوده المحافظ الشاب المثقف بن ماضي، وهذا يعطينا بعض التوازن النفسي من أننا كحضارم لازال لنا بعض الحضور والندية مع الشمال والجنوب وأن كان في حدوده الدنيا نظرا لغياب الرافد الشعبي والحاضنة القوية للسلطة المحلية.
للأسف الشديد السيكولوجيا الحضرمية الحالية، يشوبها الكثير من السلبيات من حيث ترسخ داء الحقد والحسد فينا، لكل شخص ناجح والبحث دائما عن أية مثالب أو أخطاء فيه، سعيا لتشويهه وإحباطه وأبعاده باي طريقة كانت عن طريق النجاح، وأيضا التعتيم على الإنجازات بل وتحاشي ذكرها، في مقابل البحث عن أية نواقص في الحياة العامة وتحميلها السلطة المحلية (المحافظ تحديدا). فعلى سبيل المثال في قضية حقوق المعلمين المشروعة، قدم المحافظ بعض الحلول وفقا والإمكانيات المتاحة، لكنها قوبلت بالرفض، رغم أن المشكلة ليست فقط في حضرموت وإنما في كل بلادنا، ويتحمل المركز وزرها بصورة أساسية، كما أن أزمة الكهرباء وعدم التمكن من حلها بصورة جذرية أيضا هي مشكلة مركزية بيد الحكومة والرئاسة، وأن وضع الكهرباء عندنا أفضل من عدن وبقية المحافظات الجنوبية. وهكذا الحال بالنسبة لغلاء المعيشة والمشتقات النفطية وتدني قيمة العملة الوطنية، كلها أزمات متسببة بها الرئاسة والحكومة الفاسدة وليست السلطة المحلية.
لقد لاحظنا في الفترة الأخيرة حملة شرسة ضد المحافظ يقوم بها إعلاميي حزب يمني ومكونات سياسية جنوبية وحتى حضرمية وقيادات حضرمية سابقة، والكل يجمع على أبعاد المحافظ عن رأس المحافظة وتشويهه ووضع العراقيل أمامه، وكل بالطبع له أجندته الخاصة وأسلوبه الرخيص في حملته، وقد استغل الجميع حركة حقوق المعلم وأزمة الكهرباء وغلاء المعيشة وهبوط العملة ليحملوها جميعا أكتاف المحافظ، وهم من كانوا على رأس سلطة المحافظة وفي دوائر الدولة المركزية وعاشوا كل أزمات حضرموت لسنوات عديدة ، دون أن ينبسوا ببن شفه ، وهم من بددوا أو سكتوا عن تبديد أموال المحافظة الهائلة النفطية والإرادية، وذهبت أدراج الرياح دون تقدم كشف حساب بها . واليوم نراهم يتباكون دون خجل على فتات الإيرادات من فارق قيمة الديزل وال ٢٠ % من إيرادات المنافذ ولا يحسبوا حساب صرفيات الكهرباء( وقود وطاقة مشتراة) ومشاريع طرقات وخدمات أخرى.
نحن لسنا بصدد تمجيد المحافظ دون وجه حق، لأنه ليس بحاجة لذلك فإنجازاته تشهد على ذلك ، ونعرف انه قد يكون عليه بعض السلبيات والأخطاء، التي نتمنى أن يتجاوزها، فمن لايعمل لايخطئ، لكننا على ثقة بان وجود المحافظ بن ماضي حاليا على رأس السلطة، ضرورة لامفر منها فهو ماتبقى لحضرموت من استقلالية وشموخ وندية مع الآخرين، بعد ان ضعف الحراك الحضرمي المستقل وانهارت مكوناته السياسية المستقلة ، لتدخل فقط في متاهات التمزق والصراعات البينية والفعل الهامشي في نشاطهم، المتقوقع فقط في التهاني والتعازي والتعيبنات الداخلية والنشاط المكتبي الداخلي، وتركت الساحة الحضرمية فارغة يتسيدها اتباع الجنوب والشمال، خاصة بعد افشال مشروعها الوطني (مجلس حضرموت الوطني)، ويجعلوها ذليله لصنعاء ولعدن، ويخرجوا حضرموت من دائرة الحضور والمشاركة الفاعلة وطنيا واقليميا.
نأمل من كل النخب الحضرمية أن يمعنوا التفكير في واقع حضرموت المتدهور ويصطفوا جميعا خلف شعلة حضرموت الوهاجة المتبقية لنا حاليا ، ويكونوا سندا قويا حول المحافظ بن ماضي ويشكلوا الحاضنة الشعبية له، التي ستعطي له قوة وزخما شعبيا ونخبوبا كبيرا، تؤهله لانتزاع حقوق حضرموت المشروعة، وتجعل لحضرموت مكانتها تحت الشمس ونديتها للآخرين. والسلبيات يمكن تجاوزها !!! اما السقوط فنتائجه مأساوية!!!