المشهد الجنوبي .. اختراقات متكررة ::
ماهر باوزير
جولات الصراع لا تنتهي جنوبا وما يجري اليوم في المشهد الجنوبي من تحشيد مقابل الانفلات الأمني ودخول الصراعات القبلية في عدن وشبوة وأبين وقبلها الصبيحة هو مؤشر سبق أن تحدثنا حوله في مقال سابق وحذرنا فيه من أن الهدف النهائي هو تفكيك المجلس الانتقالي الجنوبي من الداخل بعدة سيناريوهات محتملة وها نحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من الصراع لكنها ليست كما قبلها في الشيخ سالم في أبين بل ستمتد إلى أماكن أخرى أكثر أهمية وربما يتكرر مشهد ستة وثمانون وتسعمائة والف ميلادية وتكون النتيجة الحتمية هي عودة عدن والجنوب مرة أخرى إلى حكم صنعاء بدون أي مقاومة تذكر وربما مباركة إقليمية ودولية .
أن بقاء المجلس الانتقالي الجنوبي في موقف المتفرج أو العاجز عن التدخل الإيجابي وتدارك الأمر قبل انفراط العقد الشعبي الجنوبي بعيدا عن شعار ( التصالح والتسامح) الكاذب الذي روج له إعلاميا لكن دون ترجمته واقعا حتى اللحظة ما يحتم على قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي التدخل العاجل لوقف ما يجري واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة بحق من تصرف خارج إطار القانون وتقديمهم للعدالة بأسرع وقت ممكن واي تأخير سيكون أول المتضررين منه هو المجلس نفسه الذي سيطاله الصراع وبالتالي الخاسر الأكبر هو الجنوب الذي يعاني اليوم من تبعات أخطاء ارتكبها الانتقالي الجنوبي أوصلت الشعب إلى حالة من العوز والفقر المتصاعد ولم يقدم أي حلول أو تدخلات توقف ذلك النزيف الإقتصادي وحالة الافقار الممنهجة .
لعلنا اليوم ندرك حجم الاستهداف أكثر من أي وقت مضى ونستشعر بالخطر الداهم من جميع الاتجاهات ومن نفس المدخل ( الصراع القبلي ) بمؤشرات ومقدمات هذه المرة وللأسف الشديد من شرق حضرموت بعد أن تمكنت الأجندات الخارجية من التواجد على أرض الواقع وتنفيذ أجنداتها في قالب مطلبي شعبي انساق خلفها البسطاء وأن لم يتحرك الجميع لوقف ذلك العبث سوف تكون البداية هذه المرة من حضرموت وليس من أي مكان أخر وسبق وأن حذرنا من ذلك أيضا في مقال سابق .