حضرموت أكبر من أي خلافات !!!
بقلم : م. لطفي بن سعدون الصيعري
بات من المؤكد ان سيكولوجية الحضارمة وثقافتهم واعرافهم، التي توارثوها لالاف السنين وحكمتهم المعهودة ، لن تسمح على الإطلاق بتاجيج الخلافات بين قياداتهم ناهيك عن تصادمهم .
فقد بين لقاء يوم إمس بجامعة حضرموت للقيادات والشخصيات والأعيان والنخب الحضرمية، الذي حضره الآلاف من مختلف الطيف والجغرافيا الحضرمية، حرص الشعب الحضرمي على وحدة وتلاحم قياداته وأبنائه ، ورفضه القاطع لتمزيق وحدته الوطنية ، التي هي صمام امانه وقوته وازدهاره.
وقد تجلى ذلك من خلال الكلمات التي القيت من ممثليهم، حيث اشاد الشيخ صالح الشرفي و المنصب حسين بن الشيخ ابوبكر، و الشيخ فاروق الجابري، والأستاذ محمد الحامد، وقصيدة الشاعر مبارك دلعوس ، واجمعوا على الخروج برؤية موحدة لنيل حقوق حضرموت ومطالبها المشروعة، وعلى راسها إستقلال قرارها السياسي وسيادتها على أرضها وثرواتها ورفض التهميش والتبعية المذلة وتحسين الخدمات ومكافحة الفقر والجوع، والحفاظ على السلم المجتمعي والأمن والاستقرار. ورفض الفرقة والإنقسام داخل المجتمع الحضرمي ، ويجب تحويل الخلاف البسيط بين المحافظ بن ماضي والوكيل بن حبريش إلى تكامل في الجهود والطاقات لخدمة وتطوير وقوة حضرموت .
وأثلجت كلمة المحافظ صدور كل المشاركين ، التي تميزت بالمصارحة والمكاشفة والتأكيد القاطع على وحدة اللحمة الحضرمية ورفض تمزقها وتشتتها والمثابرة على انتزاع حقوق حضرموت ومطالبها المشروعة وأن قوة حضرموت لن تتم الا بتماسك وتكامل كل قياداتها وتضمنت كلمته أيضا على:
١) أهمية اللقاء لتوحيد الكلمة والصف لنيل حقوق حضرموت ومطالب أبنائها المشروعة.
٢) حيا مواقف الاخوة في الهضبة الذين وقفوا من أجل مطالب حضرموت والتي هي في الأساس مطالبنا جميعًا ونعمل لأجل تحقيقها منذ سنوات، مؤكدا وقوفه مع هذه المطالب، وكذلك وقوف السلطة المحلية بالمحافظة مع هذه الحقوق.وابدى استعداده لمقابلتهم لتسوية أية خلافات بين أهل البيت الواحد.
٣) دعا المحافظ الى الحفاظ على لم الشمل ووحدة الصف وتوحيد الكلمة وتجنيب حضرموت الفتن وهي التي لم تشهد أرضها أي صراعات بفضل الله تعالى ووعي أبنائها الذين صدّروا الاسلام وطبّقوا تعاليمه في مختلف دول العالم، ونبذوا تنظيم القاعدة ودحروا عناصره الى غير رجعة.
٤) استعرض صعوبات المرحلة خصوصا بعد توقف نحو أربعة مصادر للايرادات وتوقف تصدير النفط، وجهود السلطة المحلية لتجاوز هذه الصعوبات وتحسين الخدمات وعلى وجه الخصوص في قطاع الكهرباء .
٥) ابدى ترحيبه بالمساءلة لاوجه الصرف وأي قصور ، من خلال الأطر الرسمية والرقابية .
٦) دعى الى عقد لقاء تشاوري موسع لاختيار لجنة لحكماء حضرموت تُعد بمثابة المرجع للمحافظة وتعمل على تقويم الأمور وتقديم النصح والمشورة.
٧) أعلن عن مشروع مصفاة لانتاج المازوت تعمل السلطة المحلية بحضرموت على انشائها منذ عام و8 أشهر ستسهم في ضمان استدامة توفير المحروقات من مادة المازوت لتشغيل محطات كهرباء المحافظة، وهي في مراحل انجازها الأخيرة. حيث تم تسخير العديد من الموارد لإنشاء المصفاة في ظل الظروف الحالية الصعبة ولضمان انشاء مشروع استراتيجي لحضرموت.
٨) دعا الى أهمية الاستفادة من المخزون النفطي لحل مشكلة الكهرباء، وإعادة النظر في نسبة حضرموت من عائدات انتاج النفط وكافة موارد المحافظة والعمل على زيادتها بما يلبي احتياجات المحافظة من الخدمات الأساسية وتحسين الحياة العامة.
٩) أشاد المحافظ بجهود قوات النخبة الحضرمية والأمن العام على جهودهم وضبطهم لحالة الأمن في جميع مناطق انتشارها، وأنها ستظل محل اعتزاز أبناء حضرموت بوصفها صمام أمانها، وأوصى بتعزيز قوات النخبة والأمن بالإمكانات اللازمة.
ويتضح لنا أن مخرجات اللقاء التشاوري تتطابق وتصدر عن مشكاة واحدة مع المطالب المرفوعة في مخيم الهضبة، اذن فعلاما الاختلاف وتشتيت الجهود واضعاف اللحمة والوحدة الوطنية الحضرمية.
ومع اعدادنا لهذه المقالة وصل إلى مسامعنا ان المحافظ قد توجه فعليا لمخيم العليب لمقابلة أشقائه، هناك واذابة جليد اي خلافات. ونأمل من الله لهم النجاح والتوفيق . فحضرموت أكبر من أي خلافات بين قياداتها وتستحق منا جميعا الإخلاص والصدق في النوايا والعمل، لأنها أرضنا ومستقبلنا ومستقبل اجيالنا القادمة.