لماذا لا يحصل الجنوب على الانفصال؟
حسن العجيلي
للأسف أن ما يتم من تعبئة خاطئة للجماهير يكشف عورة بعض الأحزاب والقوى العميلة عن كثير من التحركات المشبوهة لبعض المكونات السياسية في ساحة الجنوب وهناك من خارج الوطن من يدفع ثمن كل هذه السلبيات والازمات والنكبات والأزمات التي تعصف بالنظام والقانون وتعرقل مسيرة التحركات الجماهيرية الجنوبية الحقيقية الساعية إلى تثبيت مداميك الحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية الديمقراطية الحديثة وفرض سلطة القانون في كل ربوع أرض الجنوب واذا عدنا إلى مطالب الناس هي مطالب حقوقية ولكن ليس للسلطات المحلية عصاء سحرية على توفيرها لأنها ترتبط بالسلطة العليا المتمثلة برأسه الدولة اليمنية وبرئيس مجلس الوزراء الجهة المنفذة بعد إقرار الميزانيات العامة مركزيا وهنا يمكن دورهما في توفير الخدمات الأساسية للناس.
وعندما تتحرك الجماهير يجب أن يكون توجهها في هذا المسار ونقدها البناء واللاذع يكون على نفس هذا الإطار وأما دور السلطة التنفيذية في المحافظات يرتكز على تقديم الخدمات وبموجب الإمكانات الإيرادية ويتم توزيعها على المشاريع الخدمية المحلية وبعيد عن ما هو مركزيا وعلى هذه الأسس والتي يشرعها القانون والنظام ويحق لكل الجماهير المطالبة بها ومن حق الجماهير أن تخرج وتتجمهر وتتظاهر في حالة تظهر حالات فساد أو اختلالات في نهب للمال العام أو ضياع مقدرات المحافظات والدعم الحكومي المقر من قبل الدولة والخاص للخدمات المسموح بها وحتى التظاهر والمسيرات حق شرعي وعلى السلطة المحلية والتنفيذية في المحافظات نقل تلك المطالب إلى السلطات العلياء في الدولة ومتابعتها وحتى تتحق العدالة وتتنفذ المشاريع الكبيرة والأساسية واهمها الكهرباء والصحة والتعليم بكافة درجاتها والماء العنصر الرئيسي لحياة والحيوانات وغيرها من الكائنات وخفض الاسعار وتحسين ظروف العملات ودفع الرواتب للقطاعين المدني والعسكري .
وفي هذه الحالة يكون نقد الجماهير قد وصل إلى أعلى مسئول في الدولة كان عن طريق السلطات التنفيذية والمحلية أو عن طريق وسائل الإعلام الرسمية والمستقلة وهنا تلجم ايادي القوى المستفيدة من هذا التدهور الذي يعيشه الجنوب بينما هناك في الشمال سعر متدني للريال السعودي والدولار الأمريكي وبقية العملات وفي الجنوب سعر عالي جدا من حيث الصرف ومضاعف لخمس وست وسبع مرات وحتى المشتقات النفطية والغاز المنزلي وكل الوقود لها اسعار تختلف في الشمال عن ما هو موجود في الجنوب وهذا أمر يلفت النظر ويقود إلى الانفصال الطبيعي والمباشر ويعطي الجنوبيون حق اعلان دولتهم والسيطرة على كل مكتسباتهم وحقوقهم الشرعية وإرسال رسائل قوية إلى الإقليم والعالم بأن الجنوبيون قد بلغوا حالة من الغضب نظرا للظروف التي يعيشونها والأوضاع المتردية والحالة النفسية الصعبة.
نعم إن الانفصال قائم وشرعي وعلى مكون المجلس الانتقالي فتح الابواب على مصراعيها للجميع وان يتحرر من التبعية والاستقطابات الجانبية وان يبعد عن التعصبات القبلية والمناطقية وينقذ الموقف من خلال وحدة الصف الجنوبي ومنح الجميع الحق في ادارة شئون وطنهم خاصة وقد حصل على ثقة الكثيرون من الماء الجنوب وعليه أن يطالب من بعض الأشقاء المساعدة من طبع العملة الجنوبية كي يبني اقتصاد بطرق علمية صحيحة زيادة على الثروات التي يمتلكها والجنوب لا يمارس سياسات عدوانية ضد أحد بل العكس هناك من يريد ترقيع الجنوبيون دون أي حجج أو مصوغات تستدعي إلى هذه المواقف الخبيثة التي تمارسها بعض من دول الإقليم والامريكان والانكليز وبعض من الايادي الجنوبية المدنسة بالمال الحرام لقد قدم الجنوب كل التضحيات ليس من أجل أن يأتي بمجلس رئاسي تبع السعودية أو الامارات ولكن قدمنا فلذات أكبادنا من أجل الحرية والاستقلال والحصول تأييد الأشقاء من حيث قيام دولتنا الجنوبية الفتية وسنكون داعمين لكل الجهود التي تبذل في سبيل نجاح هذا المشروع العظيم والله خير الشاهدين والنصر للجنوب بأذن الله..